للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(دَخَلَ النَّارَ) قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: (وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ)؛ لأنَّ انتفاء السبب يوجب انتفاء المسبب، فإذا انتفى الشرك انتفى دخول النار، وإذا انتفى دخول النار يلزم دخول الجنة؛ إذْ لا دار بين الجنة والنار (١)، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [لنساء: ٤٨].

وفي رواية أبي حمزة، عن الأعمش، في تفسير البقرة: "من مات وهو يدعو من دون الله نِدًّا، وفي أوله: قال - صلى الله عليه وسلم - كلمة، وقلت أنا أخرى: قال: من مات يجعل لله نِدًّا دخل النار، وقلت: من مات لا يجعل لله نِدًّا دخل الجنة". (٢) وفي رواية وكيع وابن نمير عند مسلم بالعكس، بلفظ: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة"، وقلت أنا: "من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار". (٣)

وقال في " التلويح: وهذا يردُّ قول من قال: إن ابن مسعود - رضي الله عنه - سمع أحد الحكمين فرواه، وضمَّ إليه الحكم الآخر قياسًا على القواعد الشرعيَّة، والذي يظهر أنَّه نسي مرَّة، وحفظ أخرى، فرواهما مرفوعين كما فعله غيره من الصحّابة - رضي الله عنهم - (٤).

كما روى جابر - رضي الله عنه - عند مسلم بلفظ " قيل يا رسول الله: ما الموجبتان؟ قال: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار". (٥).


(١) إرشاد الساري (٢/ ٣٧٣).
(٢) صحيح البخاري، كتاب تفسير القران، باب قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} [البقرة: ١٦٥] (٦/ ٢٣) (٤٤٩٧)
(٣) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات مشركا دخل النار، (١/ ٩٤) (٩٣).
(٤) عمدة القاري (٨/ ٥).
(٥) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات مشركا دخل النار، (١/ ٩٤) (٩٣).