للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما رأيت اليوم ولّى عمره ... والليل مقتبل الشبيبة داني

والشمس تنفض زعفراناً في الربى ... وتفت مسكتها على الغطيان

أطلعتها شمساً وأنت عطاردٌ ... وخففتها بكواكب النّدمان

وقال:

نوائب غالتني فأبدت فضائلي ... فكانت وكنت النّار والعنبر الوردا

وقال:

أضاع مجدي مالٌ ضيعته يدي ... ما أضيع المجد إن لم يرعه مال

منها:

أطال شغلي فراغي مذ حللت به ... إنّ الفراغ من الأشغال أشغال

٢١- وقال أبو محمد غانم:

وإذا الدّيار تنكرت عن حالها ... فذر الدّيار وأسرع التحويلا

ليس المقام عليك حتماً واجباً ... في ببلدة تدع العزيز ذليلا

وقال:

صيّر فؤادك للمحبوب منزلة ... سمّ الخياط مجال للجبين

ولا تسامح بغيضاً في معاشرةٍ ... فقلّما تسع الدنيا بغيضين

وقال:

ما لي وللبرق استسقيته من ظمأٍ ... هيهات لا ريّ إلاّ من ثناياك

وقال:

ومن الغريب غروب شمس في الثرى ... وضياؤها باقٍ على الآفاق

٢٢- وقال أبو عبد الله بن السراج المقالي:

عليك سلام الله يا ماء موضع ... شربنا عليه مثله قهوةً خمرا

وروّى التي من حسنها وجفونها ... سقتني سحراً خمرةً تُسكر السّحرا

وقال:

ذكرتك بالوادي الذي كنت مرةً ... لقيتك فيه والهوى بيننا وعر

فحرّك منّي باعث الشّوق ساكناً ... وكلّفني ومن أين لي صبر؟

فيا نازحاً والدار منّي قريبةٌ ... إلى كم يطول الصد لي منك والهجر؟

إذا الله خصّ بالقطر ساحة ... فلا زال منهلاً بساحتك القطر

وقال:

ألا من منقذي من كرب ليل ... تعرّض بين طرفي وارتياحي؟

تضاعف طوله واشتد حزني ... به حتى يئست من الصباح

٢٣- وقال خلف بن فرج السّميسر:

يا مشفقاً من خمول قوم ... ليس لهم عندنا خلاق

ذلّوا وقد طالما أذلّوا ... دعهم يذوقوا الذي أذاقوا

وقال:

أقارب السّوء داء سوء ... فاحمل آذاهم تعش حميدا

فمن تكن قرحةٌ بفيه ... يصير على مصه الصّديدا

وقال:

لا تعذل الإنسان في شهواته ... في الناس من يلتذّ طعم الحصرم

٢٤- وقال أبو العباس أحمد بن قاسم:

قالت وقد نظرت شيبي فروعها ... إنّ المشيب لسود الشعر أكفان

فقلت: أنكرت كافور الزمان به ... من بعد مسك وطيب الدّهر ألوان

٢٥- وقال أبو طالب عبد الجبار الذي يعرف بالمتنبي:

وهبّ لنا النسيم بكل طيبٍ ... كأنّا منه في زمن الرّبيع

على نهر كأن الماء فيه ... بقايا فوق خدّ من دموع

وقال:

وشادن وجهه ذكاء ... فيه حيا الحسن والحياء

ثم تذكرت قول ربى ... يزيد في الخلق ما يشاء

قال:

سقاني ثم غنائي بصوت ... فداوى ما بقلبي من جروح

فقلت له لكم سنة تراها ... فقال أظنّها من عهد نوح

وحيّاني وفدّاني بكأسٍ ... وقبّلني فردّ إليّ روحي

٢٦- وقال أبو القاسم بن عياد:

ياسمين حسن المنظر ... يفوق في المرأى وفي المخبر

كأنه من فوق أغصانه ... دراهم في مطرف أخضر

٢٧- وقال المعتضد بالله عبّاد ابن أبي الوزارتين محمد بن عباد يخاطب أباه:

شطّ المزار بنا والدار دانية ... يا حبّذا الفأل لو صحّت زواجره

وقال يخاطب أباه:

أطعتك في سرّي وفي جهري جاهداً ... فلم يك لي إلا الملام ثواب

وما كنت بعد البين إلاّ موطناً ... بعزمي على أن لا يكون إياب

(ولكنك الدنيا إليّ حبيبةٌ ... فما عنك لي إلا إليك ذهاب)

أصب بالرضى عني مسرّة مهجتي ... وإنّ لم يكن في ما أتيت صواب

٢٨- وقال المعتمد على الله بن المعتضد:

أكثرت هجري غير أنّك ربّما ... عطفتك أحياناً عليّ أمور

فكأنما زمن التهاجر بيننا ... ليلٌ وساعات الوصال بدور

وقال يعتذر عن عيادة:

مرضتم فأمسكت الزيارة عامداً ... ما عن قلّي أمسكتها لا ولا هجر

ولكني أشفقت من أن أزوركم ... وأبصر آثار الخسوف على البدر

وقال:

ريعت من البرق وفي كفّها ... برقٌ من القهوة لمّاع

<<  <   >  >>