كتاب عمدة الأحكام - ت القاسم

مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا (١)؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» (٢).

٢٩٧ - عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: «رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ (٣)، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا» (٤).

٢٩٨ - عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما أَنَّهَا قَالَتْ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ! انْكِحْ (٥) أُخْتِي ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ (٦): أَوَ تُحِبِّينَ ذَلِكِ (٧)؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ؛ لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ (٨)، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي

(١) في ب، د، ي، ل زيادة: «وكذا».
(٢) البخاري (٥٠٦٣)، ومسلم (١٤٠١) واللفظ له؛ وليس عنده: «فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم».
قال الزَّركشي رحمه الله في النُّكت (ص ٣٧٥): «هذا اللَّفظ لمسلم خاصَّة، وللبخاريِّ نحوه، ولهذا قالَ في (عمدتِه الكبرى): متَّفق عليه، واللَّفظ لمسلم، وللبخاريِّ نحوه».
وانظر: العمدة الكبرى للمُصنِّف (ص ٣٥٠).
(٣) هو: ترك النِّكاح انقطاعاً لعبادة اللَّه. غريب الحديث لأبي عبيد (٤/ ١٩)، والإعلام (٨/ ١٣٩).
(٤) البخاري (٥٠٧٣)، ومسلم (١٤٠٢).
وفي ح، ي، ونسخة على حاشية ط زيادة: «التَّبتُّل: تركُ النِّكاح، ومنه قيل لمريم عليها السلام: البتول»، وفي ل زيادة: «التَّبتل: قطعُ النكاح».
(٥) في د، ز، ح، ط، ي: «أَنكح» بفتح الهمزة، وفي ك: بفتح الهمزة وكسرها، والمثبت من أ، ب، ج، هـ، و، ل.
قال القسطلاني رحمه الله في إرشاد الساري (٨/ ٢٠٩): «بهمزةِ وصلٍ».
(٦) في أ، ب، و، ح، ونسخة على حاشية د: «قال».
(٧) في ي، ك: «ذلكَ» بفتح الكاف، والمثبت من ج، هـ، و، ز، ح، ل.
قال القسطلاني رحمه الله في إرشاد الساري (٨/ ٢٠٩): «بكسرِ الكافِ».
(٨) في ح: «بمخليَّة» بتشديد الياء، والمثبت من ج، د، و، ز، ط، ي، ك، ل.
قال الفاكهاني رحمه الله في رياض الأفهام (٤/ ٥٨٧): «بضمِّ الميمِ، وإسكانِ الخَاء، وكسرِ اللَّام، بعدها المثنَّاة تحتُ؛ المفتوحةُ الخفيفةُ».
ومعنى «مُخْلِيَةٍ»: أي: منفردة، والمعنى: لَم أجدك خالياً من الزوجاتِ غيري. انظر: مشارق الأنوار (١/ ٢٣٩)، والنهاية (٢/ ٧٤).