{لَوْلا أَنْ صَبَرْنا} ثبتنا على ديننا. {وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أي: لا بد لهم من العقوبة على كفرهم. وقوله:{مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً} كالجواب عن قولهم: {إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا}.
{أَفَأَنْتَ} تجبر هذا الكافر على الإسلام، وهو مطبوع على قلبه؟ كقوله:{وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ}(١){أَمْ} هذه منقطعة، أي: هذه المذمّة أشد مما قبلها، وقدم المفعول الثاني وهو {إِلهَهُ} للعناية. وقوله:{أَنَّ أَكْثَرَهُمْ} ولم يقل: كلهم؛ لأنه كان فيهم من لا يرده عن الدخول في الإسلام إلا الكبر، وجعلوا أضل من الأنعام؛ لأن الأنعام تنقاد لأربابها وتجتنب ما يضرها بخلاف هؤلاء.
{أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ} ألم تنظر إلى صنيع ربك؟ وجعل الظل يمتد وينبسط لينتفع الناس به.
{وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً} في أصل كل مظلل من جبل أو شجر أو غيرهما، والظّلّ تتصرف الشمس فيه بالزيادة والنقصان.
{ثُمَّ قَبَضْناهُ} الظل (١٤٩ /ب) بالتقلص يسيرا يسيرا حتى صار في مكانه ضوء الشمس. {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً} أي: كاللباس الذي يغشى الجسد، و (السّبت) القطع، يقال: سبت رأسه إذا حلقها، وسمي يوم السبت؛ لأن الله - تعالى - فرغ من المخلوقات في آخر ساعة من يوم الجمعة ولم يخلق شيئا يوم السبت، وجعل القيام من النوم كالقيام من القبور. {نُشُوراً} إحياء، و (نشرا) جمع نشور، وهي المحيية للأرض بعد موتها ويبسها. قوله - عز وجل:{بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} أي: بين يدي المطر. {طَهُوراً} بليغا في طهارته. وقيل:
هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره. قوله:{بَلْدَةً} وإن كان مؤنثا لفظا فهو أيضا بلد مذكر، ولهذا قال:{مَيْتاً} ولم يقل: ميتة.