بادروا إلى اغتنامه، وقال في الإظلام:{وَإِذا أَظْلَمَ}؛ لأنهم لم يكونوا حراصا على التوقف، وأظلم يستعمل لازما ومتعديا. وقوله:{قامُوا} امتنعوا من الحركة، وليس المراد القيام الذي يضاد القعود، {وَلَوْ شاءَ اللهُ} لزاد في قصيف الرعد، فذهب بسمعهم أو زاد في وميض البرق، فذهب بأبصارهم.
وأكثر ما في القرآن {يا أَيُّهَا النّاسُ} يراد به أهل مكة، وأكثر ما فيه:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا *} يراد به: أهل المدينة، وقوله:{خَلَقَكُمْ} يجوز أن يريد به: اعبدوا الرب الذي خلق ولا تعبدوا ربّا غيره (٤ /أ)؛ كقوله:{أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ}[يوسف: ٣٩] ويجوز أن يراد به الثناء؛ كقوله:{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة: ١].
وقوله:{وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} معطوف على مفعول {خَلَقَكُمْ}. وقوله {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ} يجوز أن يكون مفعول قوله: {رِزْقاً لَكُمْ}، ويجوز أن يكون المجرور، وقد سدّ مسدّ الخبر؛ كقوله:{وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا}[مريم: ٥٠] وتقديره: أخرج به بعض الثمرات. و {رِزْقاً} على هذا: مفعول من أجله، و {لَكُمُ} معمول للمفعول من أجله.
الند: المثل المناوئ، مأخوذ من: ند البعير إذا نفر.
وقوله:{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} يجوز أن يكون محذوف المفعول لا يراد، تقديره كأنه قال:
وأنتم من أهل العلم، ويجوز أن يراد له مفعول، ويحتمل وجهين:
أحدهما: وأنتم تعلمون أنه متعال عن الأنداد، وثانيهما: أن تكون تلك الآلهة التي عبدت لا تصلح أن تكون له أندادا.
وقوله:{مِنْ مِثْلِهِ} الهاء في {مِثْلِهِ} تعود إلى القرآن. وقيل: تعود إلى النبي، والتقدير: ائتوا بقرآن يلقي به رجل أمي لم يصحب العلماء ولم يقرأ الكتب كقوله: {وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ}[العنكبوت: ٤٨] وهذا ضعيف؛ لأنه يخرج القرآن عن أن