للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً (١١)}

وقرئ: "لينفق" (١) أي: شرعنا ذلك لكي ينفق. قوله: {سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} وعد بسعة الرزق على فقراء ذلك الزمان أو على الفقراء من المتزوجين إن أنفقوا ما قدروا عليه ولم يقصروا. قوله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ} أي: عتا أهلها.

وكذلك {فَحاسَبْناها} و {عَذَّبْناها} إلى قوله: {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً} فتبين المضمر المتقدم. {حِساباً شَدِيداً} بالمناقشة والاستقصاء، والمراد: حساب الآخرة وعذابها؛ لأن المنتظر من وعد الله ووعيده كائن لا محالة، وقوله: {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ} تفسير للوعيد السابق، ويجوز أن يراد: أحصينا أعمالهم وكتبناها في كتب الحفظة.

{وَرُسُلِهِ} جبريل، وإعرابه أنه بدل من قوله: {ذِكْراً} وجاز بدل جبريل من الذكر؛ لأنه النازل بالوحي مقترنا به، أو جعل جبريل ذكرا لكثرة ذكره الله وعبادته؛ فكأنه هو الذكر.

{اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (١٢)}

{اللهُ الَّذِي خَلَقَ} مبتدأ وخبره. وقيل: ليس في القرآن آية تدل على أن الأرضين سبع إلا هذه الآية (٢). وقيل: بين كل سماءين خمسمائة عام (٣).

{يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} أي: يجري حكم الله وقضاؤه بينهن. وعن قتادة: في كل سماء من سماواته وأرض من أرضه بينهن كذلك (٤).

***


(١) قرأ بها معاذ القارئ: تنظر في: الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٣٣١)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٥٦٠).
(٢) ينظر: الكشاف للزمخشري (٤/ ٥٦١).
(٣) ذكره العجلوني في كشف الخفاء والإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس (١/ ١٢٤) ونسبه للحافظ ابن رجب في كتاب التخويف من النار بسنده عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما.
(٤) رواه الطبري في تفسيره (٢٨/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>