للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابنُ شهاب يَسمع، فقال: ما تقولُ أنت يا صبيُّ؟ فقلتُ: «عن كُلاهُما (١)» فضممتُ الكافَ، فجعل يَعجبُ (٢) مِن ضَبطي، ويَضحكُ مِن لَحْني.

٧٢ - حدثنا علي بن محمد بن المِسْوَر، حدثني عَمِّي عبد الرحمن بن المِسْوَر، حدثنا عبد الله بن سُليمان بن عبد العزيز، عن أبيه سُليمان بن عبد العزيز، أخبرني محمد بن إدريس قال: قلتُ لسفيان بن عُيَيْنة: كم سمعتَ مِن الزُّهري؟ قال: أمَّا مع الناسِ فما لا أُحصي، وأمَّا وحدي فحديثٌ واحدٌ. قلتُ: ما هو؟

قال: دخلتُ يومًا بابَ بني شَيْبَة، فإذا أنا به جالسٌ إلى عمودٍ من أساطينِ المسجدِ، فقلتُ: هذا أبو بكر، ولا أَجِدُه أخلى منه الساعةَ، فجلستُ إليه، فقلتُ: يا أبا بكر، حدِّثني حديثًا أو حديثين. فقال: سَلْنِي عمَّا شئتَ. قلتُ: حدِّثني حديثَ المخزوميةِ، التي قَطَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يدَها (٣). قال: فضربَ وجهي بالحصا، ثم قال: قُمْ، لا أقامك اللهُ، فما يزال عبدٌ يُقْدِمُ علينا بما نَكْرَه (٤).

قال: فقمتُ مُنْكَسِرًا نادمًا، فجلستُ قريبًا منه، فمرَّ رجلٌ في المسجد، لابن


(١) في ي: «كُليهما»، والمثبت من ظ، س، ك، أ.
(٢) في أ: «يتعجب»، والمثبت من ظ، س، ك، ي، حاشية أ مصححًا عليه ومنسوبًا لنسخة.
(٣) أخرجه البخاري (٣٧٣٢)، ومسلم (١٦٨٨) من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة.
(٤) ولعله كره ذلك؛ لأن هذه المرأة المخزومية قرشية والزهري قرشي، فكره التحديث بذلك؛ لأنها من قومه، مع أنه حدث به في غير هذا الموضع؛ أداءً للواجب عليه من تبليغ العلم، كما في الصحيحين، والله أعلم.

<<  <   >  >>