للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وهذا الورود المذكور في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم:٧١]، فسره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في «صحيحه» عن جابر بأنه المرور على الصراط ... والصراط هو الجسر، فلا بد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة، من كان صغيرا في الدنيا ومن لم يكن، وهذا عام لجميع الخلق» (١).

وروى الإمام أحمد في «مسنده» من حديث عبد الله بن مسعود في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ كُلُّهُم ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِم» (٢).

والمقصود بالورود على متن جهنم: المرور على الصراط المنصوب على متنها، يمر الخلائق يوم القيامة عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كراكب الإبل، ومنهم من يعدو عدوًا ومنهم من يمشي مشيًا، ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من تَتَخَطَّفُه الكَلالِيبُ التي على متن جهنم فَيُكدَسُ فيها، نسأل الله السلامة والعافية.

ويدل لذلك ما جاء في «الصحيحين» من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل جاء فيه: «ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ


(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٧٩).
(٢) أخرجه الإمام أحمد رقم (٣٩٢٧) والترمذي رقم (٣١٥٩)، وقال: «حديث حسن».

<<  <   >  >>