للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يتسع هذا المكان لعد المعروف منها، ولا ذكرها .. »، وعدّ منها شيئا، ثم قال: «وأما القواعد المتوسطة والصغار وأجوبة الفتاوى، فلا يمكن الإحاطة بها لكثرتها وانتشارها وتفرقها» (١).

الأمر الثاني: أنَّ شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» عند حديثه عن صفة الكلام، قال: «وقد أنشد فيهم المنشد:

قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القُرَانَ وراءَهُ ... وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ»

وهذا البيت أحد أبيات «اللامية» ولم ينسبه لنفسه، وهذا يشعر بأنها ليست له.

ونُوقِش هذا الأمر: بأن شيخ الإسلام ربما لم ينسب هذا البيت إليه تواضعًا، وقد درج على هذا المسلك بعض العلماء قديمًا وحديثًا منهم تلميذه ابن القيم رحمه الله حيث أثبت له بعض المحققين أبياتًا ذكرها في بعض كتبه ولم ينسبها لنفسه (٢)، وكثيرًا ما كان الشيخ ابن عثيمين يشرح نظمه ويقول: قال الناظم، ويقصد بذلك نفسه.

واحتمال آخر وهو: أنه لما كان يجادل ويناقش في مسألة الكلام أراد أن يستشهد بهذا البيت، ورأى أنه ليس من المناسب في أسلوب المناقشة أن يستشهد بكلام ثم ينسبه لنفسه.


(١) ذيل طبقات الحنابلة (٤/ ٥٢٠).
(٢) قال محمد حامد الفقي في تعليقه على «إغاثة اللهفان» ص (٢٣١) - معلقًا على قول ابن القيم: وقال آخر وأحسن ما شاء، ثم ذكر أبياتًا: «أنا لا أشك في أن هذا القائل هو الإمام المحقق الرباني الصادق ابن القيم، وهذا نفسه في الشعر وروحه».

<<  <   >  >>