عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت:"أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي: الرؤيا الصالحة في النوم" وفي رواية مسلم "الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء"[٥٤] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [٥٥] : "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
وذهب بعض العلماء في تعليل هذه النسبة [٥٦] مذهبا يحسن ذكره وهو: أن فترة الرؤيا الصادقة التي بدئ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ستة أشهر، كان الوحي فيها بالرؤية الصالحة، وأن مدة المرحلتين المكية والمدنية هي ثلاثة وعشرون عاما، فتكون نسبة الأشهر الستة إليها أو منها هي نسبة جزء من ستة وأربعين جزءا. وبعد هذه الفترة الأولى من الوحي أوحي إلى الرسول بمجيء الملك جبريل عليه السلام. وبالرؤى الصادقة [٥٧] أيضا وذكر هذه الرؤى يضيق عنه هذا المجال، ولكنا نكتفي بذكر رؤيا صادقة مبشرة من رؤاه صلوات الله عليه وسلامه وهي رؤيا دخول المسجد الحرام التي ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} ٢٧: الفتح.