١- حاجة البشر الفطرية لهذا الإيمان لأن الإيمان بالله هو الذي يمنح الطمأنينة والإستقرار ويحرر الإنسان من الخوف والأوهام والخرافات {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً}[٢٦] وحاجة البشرية إلى الله سبحانه وتعالى والإيمان به الإحساس الدائم بوجود أمر ملازم للوجود البشري ويقول في ذلك كريس موريس: "أن كون الإنسان في كل مكان ومنذ بدء الخليقة حتى الآن، قد يشعر بحافز يحفزه إلى أن يستنجد بمن هو أسمى منه وأقوى وأعظم، يدل على أن الدين فطري فيه ويجب أن يقر العلم بذلك وسواء أحاط الإنسان صورة محفورة بشعوره بأن هناك قوة خارجية للخير أو الشر أم لم يفعل فإن ذلك ليس هو الأمر المهم بل الحقيقة هي اعترافه بوجود الله والذين أتيح لهم العلم بالعالم لا يحق لهم أن ينظروا نظرة الإزدراء إلى فجاجة أولئك الذين سبقوهم أو الذين لا يعرفون الآن الحق كما نراه. بل إننا بالعكس يجب أن تأخذنا الروعة والدهشة والإجلال لاتفاق البشر في جميع نواحي العالم على البحث عن الخالق والإيمان بوجوده. أو ليست روح الإنسان هي التي تشعر باتصالها بالله؟ أم نخشى أن نقول بأن الحافز الديني الذي لا يملكه إلا الإنسان هو جزء من الكائن الواعي كأية صفة أخرى من الخصائص؟ إن وجود الحافز هو برهان على قصد العناية الإلهية "[٢٧] .
٢- إيجاد الرغبة للإيمان والطلب للهداية قبل الإعتماد على الأدلة النظرية لأن خلو الرغبة من قلب الإنسان لا يجعله مؤمناً مهما ذكر له من الأدلة والبراهين وفي ذلك يقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[٢٨] .