للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد نظم عبد الله جماعته تنظيما يكفل لها النجاح وأعدها إعدادا طويلا، وتزايد عددها حتى بلغ أكثر من ثلاثة آلاف، وكان لابد لمجتمعه الجديد من المال والسلاح والتدريب؛ فجمع الزكاة والعشور وما يتبرع به؛ حتى استطاع أن يواجه ما يحتاج إليه كي يؤدي رسالته كاملة، فيخضع الخارجين على تعاليم الدين بالقوة إذا اقتضى الأمر.

ورأى داعية الله ابن ياسين ما للدعاية الروحية من أهمية كبيرة في حياة المسلمين؛ فأراد أن يتفرغ لها ويحث المسلمين على التمسك بتعاليم الشريعة، فكثير ما كان يردد قوله: إنما أنا معلّم لكم دينكم."

واختار لقيادة الجيش يحي بن عمر اللمتوني؛ لما يمتاز به من صفات حازت الرضا والإعجاب، فلقد كان من أهل الدين والفضل والزهد والصلاح، مكافحا في سبيل توحيد دعائم الدعوة، ولم يتركه عبد الله وحده، ليتصرف كما يريد، بل كان يراقبه ويشير عليه بما يجب عمله.

لقد اكتمل العقد وتهيأ الجميع للخروج لنشر الدعوة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مستعدين لخوض المعارك مع الخارجين والمخالفين؛ فقد خطبهم عبد الله وكان مما قاله: "اخرجوا على بركة الله تعالى، وأنذروا قومكم، وخوفوهم عقاب الله، وأبلغوهم حجته فإن تابوا ورجعوا إلى الحق وأطاعوا فخلوا سبيلهم، وإن تمادوا في غيهم ولجوا في طغيانهم استعنّا بالله عليهم وجاهدناهم حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين".

واستعد الرباط بمن فيه للذهاب إلى الجهة التي يعينها الأمير ابن ياسين.

نشر الإسلام في غانا

أراد عبد الله أن يضرب المثل الأعلى للقبائل المحيطة به في الجهاد والقتال في سبيل نشر الدعوة الإسلامية بين الوثنيين، والذين هم على الفطرة؛ فأمر المرابطين أن يستعدوا لنشر الإسلام في غانا وقتالهم إذا اعتدوا عليهم، ثم سار نحو منحني النيجر، ليحمل أهل غانا على الإسلام.