للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي مكة المكرمة تلقى رابطة العالم الإسلامي من الفيصل رحمه الله كل العون وتوجيه وتأييد، وهي تضم في هيئتها التأسيسية عدداً من أعلام الأقطار الإسلامية، وتقوم أمانتها العامة بجهود مشكورة في الدعوة الإسلامية والاهتمام بالقضايا والمشاكل التي تهم المسلمين ولها نشاط مشكور في عقد الندوات والمؤتمرات للجماعات الإسلامية والشباب، وإرسال البعوث والدعاة إلى مختلف أقطار العالم الإسلامي.

وجهود الفيصل رحمه الله لخدمة الإسلامية كثيرة متعددة النواحي، فقد دعا إلى التضامن الإسلامي في الوقت الذي اضطربت فيه الأمور في كثير من الدول الإسلامية والعربية الشقيقة، وكان المسلمون أحوج ما يحتاجون إلى اجتماع الكلمة والتعاون والتضامن، فقام رحمه الله بهذه الدعوة التي كان يرى أنها فرض على كل مسلم، وخطب في باكستان عام ١٣٨٦ هـ فقال: "إننا نسعى إلى الإسلام ونسعى إلى التآخي ونسعى إلى التفاهم ولكن ليس معنى هذا أن نضحي بمبادئنا وعقيدتنا وإسلامنا في سبيل هذا التآخي وهذا التفاهم". فدعوته رحمه الله إلى الأخوة والتضامن دعوة إسلامية للعودة إلى الإسلام والعمل بمبادئه.

وقد ذكر الفيصل رحمه الله الغافلين عن قيمة التراث الإسلامي والعاملين على إحلال القوانين الغربية الوضعية محل الشريعة الإسلامية بقوله من خطاب له بتونس: "إذا كنا نحن المسلمين قد قصرنا بعض الشيء ولم تنفهم حقيقة شريعتنا وديننا فعلينا أن نفهم وندرس في شريعتنا نستنبط منها ما يلائم عصرنا وما يبرز محاسن الإسلام شريعة وعقيدة".