كما نظم العلاقة بين الأب وابنه وبين الأبناء بعضهم مع بعض (١٧:٢٤،٢٣){وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} وقوله صلى الله عليه وسلم: "حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده" وما يتصل بهذا كله مما يعرف بالأحوال الشخصية.
ويتدرج مع المرء فيضع له طريق التعامل السليم مع الآخرين مبينا وسائل الكسب المشروع وطريق الحصول على المال بالبيع والشراء أو الإجارة أو القرض أو الإحياء "من أحيا أرضا ميتة فهي له" وما إلى ذلك مما ينتظم في باب المعاملات، أو ما يسمى في العرف بالقانون المدني، والقانون التجاري.
ويتعهد هذه التعاليم بالحراسة فيقيم سلطان القضاء لفصل الخصومات بين الناس، ويعتد بالشهادات والإقرارات، وما يكون لأحد المتداعيين أو لهما من الحجة والبرهان لتستقر الأمور في نصابها الصحيح، ويسود العدل والإنصاف، فلا تسلط ولا طغيان، ويدعم كل ذلك بإرشاداته، فيعلمهم أن من غش المسلمين ليس منهم، وأن الدين النصيحة، وأن من رأى منكرا فليغيره ما استطاع، لئلا يكونوا مثل بني إسرائيل من أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، قال صلى الله عليه وسلم:"من غشنا فليس منا". وقال:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" وقال: "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلِّطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم" وقال: "الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".