للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والزواج من سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم- جاء في الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي –صلى الله عليه وسلم-، يسألون عن عبادة النبي –صلى الله عليه وسلم- فلما أُخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: "وأين نحن من النبي –صلى الله عليه وسلم-؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم: "أما أنا فإني أُصلي الليل أبداً وقال آخر: "أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر: "أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً"، فجاء رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" [٣٦]

وامتثالاً لأمر الله عز وجل وأمر رسوله –صلى الله عليه وسلم- يجب على الأب أن يزوج بناته ولا يعضلهن ويمنعهن من الزواج لأي سبب من الأسباب فواجب الأب أن يزوج ابنته وأن يختار لها الكفء من الرجال والكفء معروف هو صاحب الدين والخلق قال النبي –صلى الله عليه وسلم– "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" [٣٧] .

وقد زوج النبي –صلى الله عليه وسلم- جميع بناته من خيرة الرجال: فزوج زينب –رضي الله عنها- من أبي العاص بن الربيع القرشي -رضي الله عنه- وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد وأبو العاص كان من رجال مكة المعدودين مالاً، وأمانة، وتجارة [٣٨] .

وقد أثنى النبي –صلى الله عليه وسلم- على أبي العاص بن الربيع في مصاهرته خيراً وقال: "حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي" وكان قد وعد النبي أن يرجع إلى مكة، بعد وقعة بدر، فيبعث إليه بزينب ابنته، فوفى بوعده، وفارقها مع شدة حبه لها [٣٩] .