والأدلة على جهود الملك عبد العزيز في نشر العقيدة داخل المملكة حاضرة وبادية عديدة، اكتفي منها بما يلي:
١ - يقول الملك عبد العزيز رحمه الله:"إنَّ سبيل رقي المسلمين هو التوحيد الخالص، والخروج من أسر البدع والضلالات والاعتصام بما جاء في كتاب الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم"[٣١] .
٢ - يقول الدكتور عبد الله التركي:"لما ظهر الملك عبد العزيز بدعوة التوحيد ودين الحق، استطاع بعون الله ثُمَّ بوسيلة الشوكة والسلطان أن يحمي التوحيد من كل ما يخالفه ويزاحمه من عقائد وعادات وأعراف ومظاهر وأساليب"[٣٢] .
٣ - جمع علماء مكَّة بعلماء نجد ليتباحثوا في مسائل الشرع، فاجتمعوا في جمادى الأول عام ١٣٤٣هـ، وأصدروا بياناً جاء فيه:"قد حصل الاتفاق بيننا وبين علماء نجد في مسائل أصولية منها:
أ - أنَّ مَنْ جعل بينه وبين الله وسائط من خلقه يدعوهم
ويرجوهم في جلب نفع أو دفع ضر فهو كافر حلال الدم والمال.
ب - أنَّ البناء على القبور واتخاذ السرج عليها وإقامة الصلاة فيها بدعة محرمة في الشريعة الإسلامية.
جـ - مَنْ سأل الله بجاه أحد من خلقه فهو مبتدع مرتكب محرماً".
واتفق العلماء على نشر هذا البيان الذي من خلاله اتضحت وحدة العقيدة في أنحاء المملكة [٣٣] .
٤ - تطبيقاً لقوله -تعالى-: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[٣٤] . حرص الملك عبد العزيز على إلغاء جميع القوانين التي كانت موجودة من بقايا الدول السابقة، وكان يُعْمَل بها في بعض مناطق المملكة، وحثَّ العلماء على إصدار فتوى بذلك، وقد أصدروا فتوى بتاريخ ٨ شعبان ١٣٤٥هـ ومِمَّا جاء فيها:"وأمَّا القوانين فإن كان موجوداً منها شيء فيزال فوراً ولا يحكم إلاَّ بالشرع المطهَّر"[٣٥] .