وكان من حرص الملك عبد العزيز على العلم والتعليم أنه كان يرسل "المطاوعة"إلى البادية وإلى الهجر التي أنشأها لتوطين البدو ليقوموا بمهمة التعليم والإرشاد، وكان ذلك جزءاً أساساً في مكافحة الجهل والأمية وتأصيل التدين بتجنيبه داء التطرف والغلو، والارتقاء في سلم التحضر والعلم [٤٥] .
ويمكننا القول بعد هذا أن الاحتفاء بالعلم والعلماء جزء من مسيرة البناء في سيرة الملك عبد العزيز، وأن السياسة التعليمية في المملكة منذ تأسيسها اتسمت بالخصائص التالية:
١ الاهتمام بالعلوم الشرعية لا سيما علم التوحيد في مختلف مراحل التعليم.
٢ الاهتمام بالقرآن العظيم وحفاظه وهو ما تجلى فيما بعد في مدارس تحفيظ القرآن العظيم التابعة لوزارة المعارف وأيضا التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات، وحلق تحفيظ القرآن الكريم التي تشرف عليها وزارة الشئون الإسلامية.
٣ الاهتمام بالعلوم النظرية والتطبيقية المتعددة لمواكبة العصر، وكان من مظاهر ذلك البعثات التحضيرية للدراسة بالخارج والاستفادة من الخبرات العلمية والعملية، وأيضا استقدام العلماء للتدريس في المدارس المستحدثة بالمملكة، يوم كان هذا النوع العصري من الدراسة جديدا لم يعرفه المواطنون قبل عهد الملك عبد العزيز.
٤ تشجيع مختلف العلوم والفنون النافعة والتخصصات التي تخدم الإنسان وتعلي شأن الوطن.
ومما يذكره التاريخ من بدايات التعليم النظامي في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله:
· أنه أسس مديرية المعارف العامة عام ١٣٤٤ هـ / ١٩٢٦م.
· أول بعثة تعليمية للطلاب السعوديين إلى الخارج كانت عام ١٣٤٦ هـ / ١٩٢٧م.
· إنشاء معهد الرياض العلمي سنة ١٣٧٠ هـ / ١٩٥٠م وكلية العلوم الشرعية بالرياض سنة ١٣٧٣هـ / ١٩٥٣م وكان المعهد والكلية نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فيما بعد [٤٦] .