للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد: ثنا عفان، ثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الحسنة وربما قال رأى أحد منكم رؤيا فإذا رأى الرؤية الرجل الذي لا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عنه فإن كان ليس به بأس كان أعجب لرؤياه إليه، فجاءت إليه امرأة فقالت: يا رسول الله رأيت كأني دخلت الجنة فسمعت وجبة ارتجت لها الجنة فلان بن فلان وفلان بن فلان حتى عدت اثني عشر رجلا فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم دما، فقيل اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ أو البيدح فغمسوا فيه فخرجوا منه وجوههم مثل القمر ليلة البدر، تم أتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها وأتوا بصحفة فأكلوا منها فما يقلبونها لشق إلا أكلوا فاكهة ما أرادوا، وجاء البشير من تلك السرية فقال كان من أمرنا كذا وكَذا وأصيب فلاَن وفلان حتى عد اثني عشر رجلا الذين عدت المرأة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليّ بالمرأة قصّي عليّ هذا رؤياك، فقصت فقال هو كما قالت (١) .

وأخرجه النسائي في السنن الكبرى من طريق أبي هشام المخزومي عن سليمان بن المغيرة به. .ورجاله ثقات وثابت هو البناني وقد تكلم فيه من جهة الاختلاط، إلا أن أبا بكر البرديجي قال: ثابت عن أنس صحيح من حديث شعبة والحمادين وسليمان بن المغيرة فهم ثقات. فالإِسناد صحيح، وذكره السيوطي ونسبه إليهما وإلى عبد بن حميد في مسنده وأبي يعلى والبيهقي في الدلائل والمقدسي في صفة الجنة وصححه أي: المقدسي صححه.

قوله تعالى: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ}

أخرج ابن أبى حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية يعني {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ} قال: كلما أوتوا منه بشيء ثم أوتوا بآخر قالوا هذا الذي أوتينا من قبل.