وإن في تفوق الطالب في قدرة أو أكثر من هذه القدرات ما يرفع من معنوياته ويعمل على تأقلم شخصيته وسط المجتمع الذي يعيش فيه، كما يتسبب عدم بلوغه مستوى التفوق في تلك القدرات أو ما تتعرض له بعضها من إخفاق في حدوث بعض الآثار النفسية المؤثرة في حياته (١) .
ومن أهم مظاهر النمو العقلي الواضحة في هذه المرحلة زيادة المقدرة الاستيعابية في ميدان التحصيل العلمي، وذلك قياساً على مستوى الذكاء الذي يصل إليه الطالب الجامعي (٢) .
ويتزايد ما يقوم طلاب الجامعات بتسجيله في روائز الذكاء من مستوى دراسي إلى آخر حيث تتضاعف القدرة العقلية العامة أثناء فترة المراهقة، بينما يستمر النمو العقلي خلال العقد الثالث من عمر الإنسان (٣) .
وحول الارتباط بين ميزات النمو العقدي وخاصية الذكاء أكدت الأبحاث التي أجراها فيرنون P. E. Vernon على تأثر هذه الميزة بمستوى التعليم الذي يبلغه الإنسان حيث يقل الذكاء العام عند من ينقطع عن الدراسة في سن مبكرة.
وقد استطرد الدكتور فؤاد البهي السيد منوهاً بما أكدته هذه الأبحاث، ومبيناً أن الأبحاث التي أجراها كل من ثورنديك R. L. Thorndike وسيلتر P. Salter تؤكد ما وصل إليه فيرنون P. E. Vernon من نتائج في هذا المجال (٤) .
ويتبين الأثر الفاعل لخاصية النمو العقلي في الأنشطة التي يمارسها الإنسان سواء كانت علمية أم ثقافية وغيرها من خصائص النشاط العقلي الإنساني خاصة في ميدان السلوك الاجتماعي.