للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالأسر التي تتعرض لهزات اجتماعية مثل وفاة الأب أو الأم أو حدوث الطلاق بينهما أو انغماس الأب في ملذاته وإرضاء نزواته وابتذال الأم هي أسر غير مستقرة وغير متفائلة الأمر الذي يلقي بضلال هذا الطابع التشاؤمي على الابن وهو طابع يؤثر حتماً على طموحاته ونظرته المستقبلية فضلاً عن ضبط التوازن الانفعالي لديه وتأثير ذلك كله على السلوك الاجتماعي في جوانبه المتعددة. وهذا يقودنا إلى التأكيد على إحساس الوالدين بمسؤولياتهما تجاه الخالق تبارك وتعالى وتجاه أنفسهما وأبنائهما وأن عليهما الشعور بالرضاء لقدر الله في كل شيء وأنهما يمثلان قدوة لأبنائهما (فكل قرين بالمقارن يقتدي) ويقول الشاعر:

وينشأ ناشئ الأجيال منا

على ما كان عوّده أبوه

وتتكون البيئة الاجتماعية والثقافية إلى جانب المسجد الذي يتميز برسالته الدينية والتربوية والاجتماعية، من المؤسسات التعليمية والأندية الثقافية والرياضية التي تتحمل مسئوليات عديدة، تسهم من خلالها في صقل شخصية الإنسان وتنميتها.

ويتأثر نمو الإنسان من خلال ما يكتسبه من سمات سلوكية نتاج ما يعرف بالتفاعل الاجتماعي مع أفراد أسرته ورفاقه، وكذلك بما يتلقاه من مؤثرات إعلامية وثقافية تعمل بصورة واضحة على تنمية شخصيته ورقيها (١) .

ومما هو جدير بالتنبيه في هذا المقام تأثير الزملاء والأصدقاء على الإنسان بحسب تربية كل منهم وسلوكياته، إذ يعدون من أهم العوامل المؤثرة في نشأة الإنسان مما يستلزم الانتباه حين اختيار الزملاء والأصدقاء وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد ريحاً طيبة, ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد ريحاً خبيثة" (٢) رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.