للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والاعتصام بحبل الله يتضمن الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى والتناصر على أعداء الله وأعداء المسلمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكد ذلك بقوله: {وَلا تَفَرَّقُوا} .

وفى الحديث الذي أخرجه الترمذي وصححه، قوله- صلى الله عليه وسلم -: "وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن، السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه".

وفى خطبة عمر رضي الله عنه المشهورة التي ألقاها في الجابية، قوله: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد"وفيها: "من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".

والمراد بالجماعة أهل الحل والعقد من كل عصر.

وقال البخاري: "الجماعة هم أهل العلم"، وهذا لا يخالف قول الجمهور من العلماء لأن أهل العلم، يقولون بمقتضى أحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - التي تنص على وجوب طاعة الأمراء الذين يتولون أمور المسلمين، وإن كانوا فجرة ماداموا على الإسلام لم يخرجوا إلى الكفر الصريح كما في صحيح مسلم من غير وجه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني".

وفيه عن ابن عباس، قال: "نزل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} في الإسراء.