{إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} : إذا: ظرف زمان مبنية على السكون في محل نصب متعلقة بالفعل المضارع (يعلم) ومعمولة له، وهي هنا لا تفيد الشرط فلا جواب لها، وكون (إذا) متعلقة بالفعل المضارع يعلم ومعمولة له هو رأي العكبري والحوفي وجملة {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} في محل جر بإضافة إذا إليها. وجملة {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} معطوفة بالواو على جملة (بعثر ما في القبور) فهي مثلها في محل جر.
وجملة {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِير} في محل نصب سدّت مسد ّ مفعولي (يعلم) ، والجار والمجرور (بهم) والظرف (يوم) المضاف إلى (إذ) يتعلقان بخبر (إنّ) وهو (خبير) .
وقال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط:"إن الرأي القائل (إذا) ظرف معمول ليعلم غير متضح، لأن المعنى: أفلا يعلم الآن وليس إذا بعثر ما في القبور"، ومن رأيه أنّ إ (ذا) متعلقة بمحذوف تقديره: "مآله: أو "أنه مجازف"، وهذا المحذوف هو مفعول ليعلم المتعدية إلى مفعول به واحد، ومن رأيه أيضا أن جملة {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِير} تكون استئنافية دالة على مفعول (يعلم) وعلى متعلق (إذا) .
والأرجح -فيما يبدو لي- هو إعراب العكبري والحوفي من أن العلم سيكون إذا بعثر ما في القبور وحصّل ما في الصدور؛ لأنه الظاهر المتبادر من الآية فلا تقدير ولا حذف، ويؤيده -في أن العلم سيكون في المستقبل وليس الآن- قوله تعالى في سورة التكاثر:{كلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} فهو صريح في أن العلم سيكون في المستقبل، وفي كلتا الآيتين تهديد ووعيد.
أما الصيغة السابعة: من هذه الصيغ التي تدخل فيها همزة الاستفهام على (لا) النافية للفعل المضارع فهي: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن} . وقد وردت في آيتين اثنتين من آيات القرآن الكريم.