للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجانب التاريخي للحرم: أَما بداية بناء الكعبة فغير معروف على التحقيق غير أَن هناك روايات تبين أن الكعبة ترجع تاريخياً إلى آدم. أَو ربما إلى ما قبل آدم أبو البشر. فقد ذكر الأزرقي رواية عن محمد بن على بن الحسين يذكر فيها إن الله جعل تحت العرش البيت المعمور، فطافت به الملائكة، وبعث الله الملائكة. فقال: ابنوا لي بيتاً في الأرض بمثاله وقدره. فأمر الله تعالى من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور [٦] فتكون الملائكة هي التي بنت البيت الحرام وأنها طافت به قبل آدم. فقد ذكر المسعودي المؤرخ أنه قيل لآدم ايت الكعبة فطف بها، فمشى إليها فتلقته الملائكة بالابطح فقالوا له: حياك الله يا آدم، لقد طفنا قبلك هذا البيت بألفي عام [٧] وبعض الروايات الأخرى تذكر أن آدم أول من طاف بالبيت لأنه هو الذي بناه أولاً بمعونة الملائكة. فقد ذكر الأزرقي في رواية عن ابن عباس أول من أسس البيت وصلى فيه وطاف به آدم. وأن آدم بناه من خمسة أجبل بمعونة الملائكة. وساق رواية أخرى عن ابن عباس أيضاً أنه لما أهبط الله عز وجل آدم عليه السلام إلى الأرض من الجنة، كان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض فطأطأ الله عز وجل منه إلى الأرض ستين ذراعاً. فقال:"يارب. مالي لا أسمع أصوات الملائكة ولا حسهم". قال:"خطيئتك يا آدم. ولكن اذهب فابن لي بيتاً فطف به واذكرني حوله كنحو ما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي". فانتهى إلى مكة وبنى البيت الحرام وأن جبريل عليه السلام ضرب بجناحه الأرض فابرز عن أس ثابت في الأرض السفلي فقذفت الملائكة الصخر وما يطيق الصخرة ثلاثون رجلاً. وبهذا يكون من أسس البيت وصلى فيه آدم علية السلام [٨] .