ثانيا: وافق الخضراوي غيره من النحاة في بعض الآراء، تحريا للصواب، ولم تمنعه أندلسيته أن يكون يكون موافقا للمشارقة في آرائهم، وهم الذين نشأ عندهم علم النحو ونما وترعرع ولم يصل إلى الأندلس إلا بعد أن اكتمل نموه تقريبا. فاختياره يدل على أنه ذو تفكير حر أييضا فهو يتحرى الحق ويسير إليه ومن أمثلة ذلك:
. يشترط فيما يصاغ، منه فعلا التعجب أن يكون فعلا ثلاثيا، فإن كان مزيدا على وزن ((أفعل)) فذهب بعض العلماء إلى عدم الجواز مطلقا. وذهب بعضهم إلى أنه يجوز مطلقا، وعلى ذلك سيبويه وفد اختار الخضراوي ما ذهب إليه سيبويه وصححه [٣١] .
. إذا أكد الضمير المتصل أعيد مع ما اتصل به: نحو: قمت قمت، أما الحرف فإن كان جوابياً أعيد وحده نحو:(لا لا) وإن لم يكن جوابيا فقال ابن مالك: يعاد مع ما اتصل به نحو: إنّ زيدا إن زيدا. ولا يعاد وحده إلا ضرورة، وأجاز الزمخشري: إنّ إنّ زيدا. بإعادة الحرف وحده دون ضرورة وتبعه على ذلك ابن هشام الخضراوي [٣٢] .
. يذكر النحاة أن المركب تركيب إسناد لا يثنى ولا يجمع اتفاقاً نحو: تأبط شرا، وشاب قرناها، وأما المركب تركيب مزج كبعلبك وسيبويه فالأكثر على منعه أيضا لعدم السماع ولشبهه بالمحكي غير أن الكوفيين أجازوا تثنية المركب المزجى وجمعه، وقد وافقهم في هذا ابن هشام الخضراوى [٣٣] .
. قال عمرو بن يعد يكرب:
يسوء الفاليات إذا فلينى
تراه كالثِّغام يُعلُّ مسكا
فقد اجتمع في (فلينى) نون الوقاية مع نون الإناث، وحذفت إحداهما. وقد اختلف العلماء في أي النونين حذفت، فقال المبرد: هي لون الوقاية. لأن النون الموجودة ضمير فاعل لا يليق بها الحذف ورجح ذلك ابن جني واختاره ابن هشام الخضراوي [٣٤] .