وأما المَيْت - الذي هو في البرزخ - فهو الذي يصْدُق عليه وصف الله - جل وعلا - بقوله:{مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}[الأحقاف: ٥] والأصل في اللغة: أن لفظ (مَنْ) تُستعمل للعقلاء - كما يقول النحاة - والأصح: أن يقال: لفظ (مَنْ) الأصل فيها لغة: أنها تطلق على من يعلم، لورود بعض الآيات في القرآن أطلق فيها هذا اللفظ في حق الله - عز وجل - هذا الأحسن من حيث استعمال هذا اللفظ، وإن كان الذي جرى عليه القول عند علماء النحو: استعمال (مَنْ) للعاقل، و (ما) لغير العاقل. فتلخص مما سبق: أن الأصح في استعمال (مَن) أنها: لمن يعلم، وهؤلاء المذكورون في الآية: كانوا بشرا يخاطِبون ويخاطَبون، ويعلمون ويُعلَم منهم.
وقوله:{إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}[الأحقاف: ٥] هذا الوصف ليس مقصودا به الأصنام، وإنما هو في الأموات.
ثم قال تعالى:{وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ}[الأحقاف: ٦][الأحقاف: ٦] ولذلك قال جل وعلا في سورة النحل {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ - إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[النحل: ٢١ - ٢٢][النحل: ٢١ - ٢٢] .