للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول أدونيس في رسالة إلى يوسف الخال: (ربما يكمن جديد مجموعتك في نظرتك للمرأة، نحن هنا نقرع أبوابًا توصلنا إلى الحياة والعيش في مدينة الجنس، أو قل مدينة الجسد، لهذه المدينة حضورها ولها محاريبها والبخور، المرأة هنا تنصهر في لهيب من الميتافيزياء الشعرية، تذوب في رؤيا الشاعر. . . إنّما هي جنس وميتافيزياء، جسد أبدي الحضور ساحر وأخاذ) (١).

فهذه هي موازينهم ونظرتهم إلى المرأة، ومع ذلك لا يخجلون من التبجح الكاذب بأنهم يكرمون المرأة!!، فيا له من إكرام يقوم على اعتبارها مجرد جنس وجسد، ومستودع نزوة وشهوة!!.

ويشرح إحسان عباس موقف صلاح عبد الصبور من المرأة فيقول عنه بأنه (يشترك مع نزار في الوقوف عند المظاهر الحسية من عالم المرأة) (٢).

ثم يورد جملة من الكلمات والمقاطع الجنسية له ويعلق قائلًا: (في القديم كان الحب يخضع للترتيب والحسبان، كانوا يقولون نظرة فابتسامة فسلام. . . الخ، أمّا اليوم فإن العاشق العصري قد يلتقي بمحبوبته "من قبل أن يبتسما" وقد يذوق العاشقان مايذوقانه قبل أن يشتهياه، فالحب لحظة شبق تضيع قبل أن تتحدد أبعادها أو يعرف الممارسان لها أحدهما الآخر، وهذا ما حدث للشاعر ذات يوم في فينا، ومع ذلك فإنه أحب تلك اللحظة، ووجد فيها انفراج حزنه المقيم، وحمد اللَّه "رغم نقمته على السماء" على ما قيض له من شعور ولو عابر بالحياة:

تبارك اللَّه الذي قد أبدعك

وأحمد اللَّه الذي ذات مساء

على جفوني وضعك (٣)


(١) زمن الشعر: ص ٢٣٣.
(٢) اتجاهات الشعر العربي المعاصر: ص ١٤١.
(٣) انظر: ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>