للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} (١).

إن نزعات العداء لدين اللَّه والمحاربة لكل ما يمت إليه بصلة من أهم مشاريع وإنجازات الحداثة العربية، حتى أصبح التغني بالإلحاد إبداعًا والتدنيس للدين تقدمًا، يقول نزار قباني (٢):

(حين يصير العدل في مدينةٍ

سفينة يركبها قرصان

ويصبح الإنسان في سريره

محاصرًا بالخوف والأحزان

حين يصير الدمع في مدينة

أكبر من مساحة الأجفان

يسقط كل شيء

الشمس والنجوم والجبال والوديان

والليل والنهار والبحار والشطآن

واللَّه والإنسان

حين تصير خوذة

كالرب في السماء


(١) الآيتان ١٢٣، ١٢٤ من سورة طه.
(٢) نزار قباني شاعر سوريّ، ولد سنة ١٣٤١ هـ/ ١٩٢٣ م، درس الحقوق وتخرج سنة ١٣٦٤ هـ/ ١٩٤٥ م، وعمل في بعثة دبلوماسية في القاهرة ثم تركيا ثم لندن وبكين، من رواد الحداثة، اشتهر بأنه شاعر المرأة، حيث جعل منها مجرد جسد، وأناء لتفريغ الشهوة الجنسية، يركز على أعضاء الجنس، والملابس الداخلية للنساء، ويأتي بعبارات صارخة مكشوفة جنسيًا، ويجاهر بالإلحاد، والتهكم باللَّه ورسوله والدين والشريعة، ويبغض العرب لفرط شعوبيته. انظر: الصراع بين القديم والجديد ٢/ ١٢٦٩، وتاريخ الشعر العربي الحديث: ص ٦٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>