للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

صحب عبد الرحمن بن القاسم - وتفقه به، وسمع منه الكثير -، وتفقه قبل بأخيه عبد الرحمن بن دينار (١).

له كتاب البيوع - أثنى عليه ابن الماجشون -، وله أيضا كتاب الهدية - عشرة أجزاء -.

قال القاضي عياض: وشيعه ابن القاسم عند انصرافه عنه ثلاثة فراسخ، فعوتب على ذلك، فقال: تلومونني أن شيعت رجلا لم يخلف بعده أفقه منه ولا أورع. وقال محمد بن عبد الملك بن أيمن: كان عيسى بن دينار عالما متفننا مفتقا، وهو الذي علّم المسائل أهل مصرنا وفتّقها، وكان أفقه من يحيى بن يحيى على جلالة قدر يحيى بن يحيى وعظمه. وقال القاضي عياض: قال ابن حارث: رحل عيسى فأدرك أصحاب مالك متوافرين: ابن القاسم، وابن وهب، وأشهب، فسمع من ابن القاسم واقتصر عليه، واعتلت في الفقه طبقته، وكان من أهل الزهد الفائق والدين الكامل. قال: وأحواله في العلم البارع والفضل الكامل مشهورة، مع قوته في التفقه بمذهب مالك وأصحابه، فلقد كان ابن وضّاح يقول: هو الذي علم أهل الأندلس الفقه. وقال ابن الفرضي: فكانت الفتيا تدور عليه، لا يتقدمه في وقته أحد. وقال أصبغ بن


(١) قال القاضي عياض في ترتيب المدارك ٤/ ١٠٨: «وغلط بعض أصحاب التاريخ من الأندلسيين وهو أبو عبد الملك بن عبد البر في شأن عيسى بأن جعله ممن رحل إلى مالك. . . ولم يذكر أحد من أصحاب علم الرجال والأثر سماعا لعيسى عن مالك ولا أثبتوه، ولا روى أحد من الفقهاء وعلماء الرأي والمسائل له عن مالك مقالا، ولا رفعوا له عنه فتيا. . . فقد ذكر أبو محمد ابن حزم أن رحلة عيسى كانت في حدود تسعين ومئة، وهذا بعد موت مالك بنحو عشر سنين. ويصحح هذا أنه لم يرو عن أحد من أكابر أصحاب مالك الذين ماتوا في هذه المدة، كالمغيرة وابن أبي حازم وابن نافع الصائغ، وغيرهم، إنما روى أقوالهم عن أخيه عبد الرحمن، وكانت رحلة أخيه أيضا بعد موت مالك».

<<  <  ج: ص:  >  >>