للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالخربة فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثمّ سأله ما بقي فأبى أن يؤدّيه، فأمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فضرب عنقه (١).

قوله تعالى: {وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها؛} أي وعدكم الله في المستقبل من زمان غنائم كثيرة تأخذونها، قال مقاتل: (من قاتل مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومن بعده إلى يوم القيامة) (٢) {فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ؛} يعني غنيمة خيبر، {وَكَفَّ أَيْدِيَ النّاسِ عَنْكُمْ؛} أي منع أسدا وغطفان من قتالكم، وكانوا حلفاء لأهل خيبر، وذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا قصد خيبر وحاصر أهلها، همّت قبائل من أسد وغطفان أن يغيروا على عيال المسلمين وذراريهم بالمدينة، فكفّ الله أيديهم بإلقاء الرّعب في قلوبهم (٣).

وقوله تعالى: {وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ؛} أي ولتكون غنيمة خيبر دلالة على المؤمنين على صدقك يا محمّد، حيث إنّ الله تعالى أخبر أنّهم يصيبونها في المستقبل، ثم وجد المخبر على وفق الخبر، وقوله تعالى: {وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً} (٢٠)؛أي ويثيبكم على دين الإسلام، ويرشدكم إلى الأدلّة في الدين.

قوله تعالى: {وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها؛} أي وعدكم فتح بلدة أخرى لم يقدروا عليها الآن، {قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها؛} يفتحها عليكم، قال الفرّاء: (حفظها لكم ومنعها من غيركم حتّى يفتحها لكم) (٤).

واختلفوا فيها، فقال ابن عبّاس وابن أبي ليلى والحسن ومقاتل: (هي فارس والرّوم) وكانت العرب لا تقدر على قتال فارس والرّوم، وفتح مدائنها حتّى قدروا عليها بالإسلام. وقال قتادة: (هي مكّة) (٥)،وقال عكرمة: (هي خيبر).وقوله تعالى


(١) ذكره ابن هشام في السيرة النبوية: ج ٣ ص ٣٥١.والبيهقي في دلائل النبوة: ج ٤ ص ٢٣١ - ٢٣٢.وذكره أيضا البغوي في معالم التنزيل: ص ١٢٠٦ - ١٢٠٧.
(٢) قاله مقاتل في التفسير: ج ٣ ص ٢٥١.
(٣) ذكره مقاتل في التفسير: ج ٣ ص ٢٥١.
(٤) بمعناه، قاله الفراء في معاني القرآن: ج ٣ ص ٦٧.
(٥) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٤٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>