للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إسحاق: (إلياس هو يوشع بن نون) (١).

ويقال: إلياس والخضر في الأحياء، فإلياس صاحب البراري، والخضر صاحب الجزائر، ويجتمعان في كلّ سنة مرّة بعرفات!

وعن أنس رضي الله عنه قال: (غزونا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى إذا كنّا نفح الناقة إذ نحن بصوت يقول: اللهم اجعلني من أمة محمّد المرحومة المغفور لها المثوب عليها المستجاب لها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [يا أنس انظر هذا] فدخلت الجبل فاذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية، عليه ثياب بيض طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع، فلما نظر إلى قال: أنت من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قلت: نعم، قال: ارجع إليه فأقرئه منّي السّلام، وقل له: أخوك إلياس يريد لقاءك، فجاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا معه، حتى إذا كنّا قريبا منه، تقدّم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتأخرت، فتحادثا طويلا، فنزل عليهما من السّماء شبه السّفرة، فدعوني أكلت معهما، فإذا فيها كمأة ورمّان وكرفس، فلما أكلت قمت فتنحيت، فجاءت سحابة فاحتملته وأنا أنظر إلى بياض ثوبه، فهوت به قبل الشّام) (٢).

قوله تعالى: {إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ} (١٢٤)؛عقاب الله بعبادة غير الله،

وقوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلاً؛} أي أتدّعون بالإلهيّة بعلا صنما، {وَتَذَرُونَ،} وتتركون عبادة، {أَحْسَنَ الْخالِقِينَ} (١٢٥)؛وكان قومه يعبدون صنما لهم من ذهب يقال له بعل، وكان طوله عشرين ذراعا، وكان له أربعة وجوه، فجعل إلياس يدعوهم إلى عبادة الله وهم في ذلك لا يسمعون منه شيئا.


(١) ذكره البغوي في معالم التنزيل: ص ١٠٩٥.
(٢) رواه البيهقي في دلائل النبوة: ج ٥ ص ٤٢١؛قال: (إسناد هذا الحديث ضعيف).وذكره ابن كثير في البداية والنهاية: ج ١ ص ٣٩٤؛وقال: (فقد كفانا البيهقي أمره وقال ... والعجب أن الحاكم أبا عبد الله أخرجه في مستدركه على الصحيحين، وهذا مما استدرك به على المستدرك، فإنه حديث موضوع مخالف للأحاديث الصحاح من وجوه).وفي لسان الميزان: ج ٦ ص ٢٩٥؛قال ابن حجر: (حديث باطل أخرجه الحاكم في مستدركه ... فما استحى الحاكم من الله بتصحيح مثل هذا).وقال في تلخيص المستدرك: (هذا حديث موضوع، ما كنت أحسب أن الجهل يبلغ بالحاكم أن يصحح هذا، وهذا ما افتراه يزيد البلوي).

<<  <  ج: ص:  >  >>