للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَشْفِينِ)} قال جعفر الصّادق: (إنّي إذا مرضت بالذّنوب فهو يشفيني بالتّوبة).وقال بسطام بن عبد الله: (إذا أمرضتني مقاساة الخلق شفاني بذكره والأنس به) (١).

قوله تعالى: {(وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)،} قال أهل المعرفة: يميتني بالعدل ويحييني بالفضل، يميتني بالمعصية ويحييني بالطاعة، يميتني بالفراق ويحييني بالتّلاق، يميتني بالجهل ويحييني بالعقل، يميتني بالخذلان ويحييني بالتوفيق.

قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} (٩٠)؛أي قربت وأدنيت لهم حتى نظروا إليها،

{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ} (٩١)؛أي أظهرت وكشفت للضّالين عن الهدى،

{وَقِيلَ لَهُمْ؛} للضّالّين في ذلك اليوم على وجه التّوبيخ:

{أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللهِ؛} أي أين آلهتكم التي تعبدونها من دون الله؟ هل يدفعون العذاب عنكم، {هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ؛} هل {يَنْتَصِرُونَ} (٩٣)؛لأنفسهم؛ أي يدفعون عن أنفسهم.

ثم يؤمر بهم فيلقون في النار، فذلك

قوله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ} (٩٤)؛وقال الزجّاج: (طرح بعضهم على بعض) (٢)،وقال ابن قتيبة:

(ألقوا على رءوسهم)،وقال مقاتل: (قذفوا فيها هم والغاوون) (٣)،قال السديّ:

(يعني الآلهة والمشركين) (٤)،وقال عطاء: (هم وما يعبدون من دون الله وجنود إبليس أجمعون، يعني ذرّيّة إبليس كلّهم).

وقيل: معنى (كبكبوا):أجمعوا وهم كفّار مكّة، وكفار الجنّ والإنس وآلهتهم وذريّة إبليس حتى صاروا كبّة واحدة وطرحوا في النار.

قوله تعالى: {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ} (٩٦)؛ أي في النار مع آلهتهم ورؤسائهم:

{تَاللهِ إِنْ كُنّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (٩٧)؛وقوله


(١) كل هذه الآثار عن الزهاد والصالحين نقلها أيضا الثعلبي في التفسير: ج ٧ ص ١٦٧ - ١٦٨.
(٢) قاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: ج ٤ ص ٧٣.
(٣) قاله مقاتل في التفسير: ج ٢ ص ٤٥٦.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير: الأثر (١٥٧٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>