للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السّواد، فهو لعويمر (١)،وإن جاءت به أورق جعد جماليا خدلج السّاقين، فهو لشريك بن سحماء الّذي رميت به. قال ابن عبّاس: (فجاءت بأشبه خلق الله بشريك ابن سحماء).

وعن الضّحاك عن ابن عبّاس قال (٢): (لمّا نزل قوله تعالى: {(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ)} الآية، قال عاصم بن عديّ: يا رسول الله! لو وجدت على بطن امرأتي رجلا؛ فقلت لها: يا زانية؛ أتجلدني ثمانين جلدة إلاّ أن آتي بأربعة شهداء؟! وإن مضيت لأربعة شهداء قضى الرّجل حاجته ومضى؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: [هكذا أنزل يا عاصم]،قال: فخرج سامعا مطيعا، فلم يصل إلى منزله حتّى استقبله هلال بن أميّة يسترجعه، فقال: ما وراءك؟ قال: شرّ، وجدت شريك بن سحماء على بطن امرأتي خولة يزني بها، فرجع معه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخبره بذلك، فبعث إليها فجاءت.

فقال لها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: [ما تقولين؟] فقالت: يا رسول الله؛ إنّ شريك بن سحماء كان يأتينا، فنزل بنا فربّما تركه زوجي عندي وخرج ولم ينكر عليه من ليل ولا نهار، فلا أدري إنّه الآن أدركته الغيرة؛ أم بخل عليّ بالطّعام؟! فأنزل الله تعالى آية اللّعان {(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ. وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ)}.

فأقامه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد العصر، وقال: [يا هلال! أنت الشّاهد أنّك رأيتها تزني] فقال: أشهد بالله رأيته على بطنها يزني بها وإنّي لمن الصّادقين، ما قربتها منذ أربعة أشهر، وإنّ حملها هذا الّذي في بطنها من شريك بن سحماء، وإنّي لمن الصّادقين.

أشهد بالله ما برئت منه ولا برئ منها، وإنّي لمن الصّادقين ... إلى أن قال في


(١) في أصل المخطوط: (فهو لشريك بن سحماء) ثم ذكر (فهو لعويمر) عاكسا بين الرامي والذي رميت به، تصحيفا من الناسخ. والصحيح كما أثبتناه، والله أعلم. ينظر: معالم التنزيل: ص ٨٩٤ القصة.
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان: الحديث (١٩٥٤٣) مختصرا، و (١٩٥٣٩) عن عكرمة عن ابن عباس مطولا.

<<  <  ج: ص:  >  >>