{قالَ كَذلِكَ؛} تكون كما {أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها؛} أي فتركتها وأعرضت عنها، {وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى}(١٢٦)؛أي تترك في النار.
قوله تعالى:{وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ؛} أي كما جزينا من أعرض عن القرآن، كذلك نجزي من أسرف على نفسه بالمعاصي، {وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى}(١٢٧)؛أي أشدّ من عذاب الدّنيا وأدوم، لأن عذاب الدّنيا ينقطع.
قوله تعالى:{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ؛} من قرأ بالياء فمعناه: ألم نبيّن، يعني كفّار مكّة كم أهلكنا قبلهم من القرون، والمعنى: ألم نبيّن لهم طرق الاعتبار بكثرة إهلاكنا القرون قبلهم بتكذيب الرسل فيعتبروا ويؤمنوا. وكانت قريش تتّجر إلى الشّام فترى مساكن قوم لوط وثمود وعلامات الإهلاك. ومن قرأ بالنّون فمعناه: ألم نبيّن لأهل مكة بيانا يهتدون به فيرتدعوا عن المعاصي. قوله تعالى:
قوله تعالى:{وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى}(١٢٩)؛ معناه: ولولا كلمة سبقت من ربك في تأخير العذاب عن هؤلاء الكفّار إلى يوم القيامة، قوله {(وَأَجَلٌ مُسَمًّى)} لكان العذاب لازما لهم، واقعا في الحال. وتقدير الآية:
ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمّى لكان لازما؛ أي لكان العذاب لازما لهم في الدّنيا، كما لزم القرون الماضية الكافرة.
قوله تعالى:{فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ؛} أي فاصبر يا محمّد على ما يقولون من الشّتم والتكذيب فسيعود عليهم وبال ذلك، قوله تعالى:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ؛} أي صلّ صلاة الفجر، {وَقَبْلَ غُرُوبِها؛} يعني صلاة