للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لدّوا للموت وابنوا للخراب (١)

قال الشاعر:

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدّهر نبنيها

وقال آخر:

ألا كلّ مولود فللموت يولد ... ولست أرى حيّا لحيّ يخلّد

وقال آخر:

وللموت تغذو الوالدات سخالها ... كما لخراب الدّهر تبنى المساكن

وعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذه الآية قال: [إنّ الله تعالى لمّا ذرأ لجهنّم ما ذرأ، كان ولد الزّنا ممّن ذرأ لجهنّم] (٢).

قوله تعالى: {وَلِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ؛} سبب نزول هذه الآية: أن ((رجلا)) دعا الله في صلاته، ودعا الرحمن، فقال أبو جهل لعنه الله: أليس يزعم محمّد صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه أنّهم يعبدون ربّا واحدا، فما بال هذا يعبد ربّين اثنين؟! فأنزل الله هذه الآية (٣).

ومعناها: ولله الصفات العلى؛ وهي: الرحمن؛ والرحيم؛ والعزيز؛ والجبّار؛ والمؤمن؛ والمهيمن؛ والقدّوس؛ وأشباه ذلك من الصفات التي معانيها {(فَادْعُوهُ بِها)} أي بالأسماء الحسنى، لا ينبغي أن يقول: يا سخيّ؛ يا جلال؛ يا رفيق، ولكن ليقل: يا جواد يا سخيّ يا قويّ يا رحيم كما وصف بها نعته.

قوله تعالى: {(وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ)} أي يكذّبون، وقال قتادة:

(يشركون)،وقال عطاء: (يضاهون)،وقال ابن عبّاس: (إلحادهم في أسماء الله أنّهم عدلوا بها عمّا هي عليه، فسمّوا بها أوثانهم وزادوا فيها ونقصوا منها، واشتقّوا


(١) قال الشاعر:
له ملك ينادي كلّ يوم لدّوا للموت وابنوا للخراب
(٢) الحديث عن عمرو بن العاص؛ أخرجه الطبري في جامع البيان: الرقم (١١٩٨٢).
(٣) ذكره مقاتل في التفسير: ج ١ ص ٤٢٦ وينظر: الجامع لأحكام القرآن: ج ٧ ص ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>