للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثُمَّ دَخَلَ المَدِينَةَ وَقَضَى جَمِيعَ حَوَائِجِه، ثُمَّ رَجَعَ فَلَمْ يجِدِ القَافِلَةَ وَلاَ الْغُلاَم؛ فَظَنَّ أَنَّ الْغُلاَمَ رَحَلَ مَعَ القَافِلَة؛ فَلَمْ يَزَلْ يَسِيرُ وَيُجِدُّ في السَّيرِ إِلى أَن أَدْرَكَ القَافِلَةَ بَعْدَ جَهْدٍ عَظِيم، فَسَأَلهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ فَقَالُواْ: مَا رَأَيْنَاهُ وَلاَ جَاءَ مَعَنَا، وَلَكِنَّهُ رَحَلَ عَلَى أَثَرِكَ حِينَ أَطَلْتَ المَغِيب، فَظَنَنَّا أَنَّكَ أَمَرْتَهُ بِذَلِك، فَكَرَّ الرَّجُلُ رَاجِعَاً إِلى تِكْرِيت، وَسَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ فَلَمْ يجِدْ لَهُ أَثَرَاً، وَلاَ سَمِعَ لَهُ خَبرَاً، فَيَئِسَ مِنهُ وَرَجَعَ إِلىَ المَوْصِل ـ بَلَدِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنهُ ـ مَسْلُوبَ المَال، وَصَلَهَا نهَارَاً فَقِيرَاً جَائِعَاً حَرَضَاً مِنْ شِدَّةِ الإِعْيَاء، فَاسْتَحَى أَنْ يَدْخُلَهَا نَهَارَاً فَيُشْمِتَ بِهِ

<<  <   >  >>