للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإليك مفصل الحق فيما ذكره: أما ما زعمه من أنه لم يعد في أي طبقة من طبقات الصحابة فمردود، ولو كان على شيء من العلم والفهم لعلم أنه مِمَّنْ هاجر بين الحديبية والفتح، إذ الثابت أنه قدم على النَّبِيِّ مهاجرًا من بلده سَنَةَ سَبْعٍ، والحاكم حينما قسم الصحابة إلى اثتني عشرة طبقة إنما قصد التقسيم الكلي، ولم يقصد سرد أسماء كل طبقة ولا استيعابهم، لأن هذا أمر يطول، وكان على المؤلف - وهو الذي يزعم أنه طوف في مئات الكتب - أن يعرف أنه في الطبقات التي دللناه عليها.

وأما ما زعمه من أنه لم يكن له أي فضل يدنو به إلى النَّبِيِّ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فغير صحيح، فبحسبه فضلاً أنه صاحب رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنه لازمه ما يزيد عن ثلاث سنين، وأن النَّبِيَّ دَعَا لَهُ وَلأُمِّهِ أَنْ يُحَبِّبْهُمَا إِلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَ إِلَيْهِمَا المُؤْمِنِينَ، وأنه عريف أهل الصُفَّةِ وهم أضياف الإسلام وأحباب الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنه دعا فَأَمَّنَ النَّبِيُّ على دعائه، وكذلك ما زعمه من أنه لَمْ يَرِدْ في فضله حديث فمردود أيضًا، فقد ذكره الإمام مسلم في الصحابة الذين لهم فضائل، وعقد له الإمام النووي بَابًا (١)، وذكر له الإمام الحاكم في " مستدركه " جملة صالحة من مناقبه استغرقت بضع صحائف (٢)، والإمام البخاري وإن لم يعقد له ترجمة خاصة لكن ذكر فضائله ضمن أبواب كتابه (٣).

ولعلك على ذكر مِمَّا نقلناه من كلام الحافظ ابن حجر في " الفتح " من عد ما ثبت من مناقبه

وأما قوله: ولا من المهاجرين، فغير صحيح، فقد هاجر من بلده


(١) " مسلم بشرح النووي ": ١٦/ ٥٢، ٥٣.
(٢) " مستدرك الحاكم ": ٣/ ٥٠٦ - ٥١٤.
(٣) " صحيح مسلم "، «كتاب العلم»، باب الحرص على الحديث، وباب حفظ العلم.