للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليه، وفي ذلك إخراج له عن وضعه. فإذا وكد قام التأكيد مقام ذكر المعطوف عليه، لأنه هو في المعنى. ألا ترى أن (أنت) من قولك: قمت أنت وزيد، هو التاء في المعنى. وجعلوا الطول في قولك: قمت

اليوم وزيد عوضاً عن التأكيد. ولذلك أجازوا العطف معه من غير تأكيد: قال الله تعالى: (أئذا كنا تراباً وآباؤنا أئنا لمخرجون)، فعطف على المتصل بـ (كان) من غير تأكيد لقيام الطول بخبرها مقامه.

ومنه: حذف الخبر في باب (كان) لدلالة المعنى عليه، نحو قول التيمي:

لَهْفي عليك للهفة من خائف ... يبغي جوارك حين ليس مجير

يريد: ليس في الدنيا مجير، وقول الآخر:

فإن قصدوا لحقٍ حَقّ فأقصدْ ... وإن جاروا فجر حتى يصيروا

يريد: حتى يصيروا لك تبعاً.

وإنما لم يجز حذفه إلا في ضرورة لأنه عوض عما اخترم منها الدلالة على الحدث، فلزم ذلك.

ومنه: حذف الموصول وإبقاء صلته. وهو عند البصريين من الضرائر التي لا يقاس عليها لقبحها، نحو قول جرير:

هل تذكرن إلى الديرين هجرتَكُمْ ... ومَسْحَكُم صُلْبَكُم رَخْمانُ قُرْبانا

<<  <   >  >>