للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: إذا فات بنو كعب رماح جيش سيف الدولة، بفرارهم عنه، واقتحامهم الفلاة فرقاً منه، تناولتهم القفار من العطش بأرماح نافذة، واعتورتهم بحتوف صادقة.

يَرَوْنَ الموتَ قُدَّاماً وَخَلْفَاً ... فَيَخْتَارُونَ والموتُ اضْطِرارُ

ثم قال: يرون الموت خلفهم في جيش سيف الدولة الذي يطلبهم، وقدامهم بعطش

الفلاة التي تعترضهم، فيختارون والموت يضطرهم، ويفرون وإلى الحتف مآلهم.

إذَا سَلَكَ السَّمَاوةَ غَيْرُ هَادٍ ... فَقَتْلاَهُمْ لِعَيْنَيْهِ مَنَارُ

ثم قال: إذا سلك السماوة غير هاد في أرضها، ولا خبير بحقيقة طرقها، فقتلى بني كعب له منار يستنير بهدايته، ومرشد يعتمد على دلالته.

وَلَوْ لم يُبق لم تَعَشِ البَقَايا ... وفي الماضي لَمِنْ بَقِيَ اعتبارُ

ثم يقول: ولو لم يبق سيف الدولة على بني كعب، لم تعش البقايا منهم، وفي ماضيهم لمن بقي زاجر عن معصية سيف الدولة، ومعتبر يكف عن مخالفة أمره، والتعرض لحربه.

إذا لم يُرْعِ سَيَّدُهُم عَلَيْهِم ... فَمَنْ يُرْعِي عَلَيْهم أَوْ يَغَارُ

<<  <  ج: ص:  >  >>