للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به طعنة تغيب السنان في لبته إلى آخر الجبة، فتصير حينئذ لبته وجاراً لثعلب الرمح، تستره وتغيبه، وتشمله وتتضمنه. وجعل اللبة وجاراً على سبيل الاستعارة، وأشار إلى ذلك بالثعلب.

إذَا صَرَفَ النَّهَارُ الضُّوَء عَنْهُمْ ... دَجَا لَيْلاَنِ: لَيْلُ والغُبَارُ

ثم يقول: إذا صرف النهار ضوءه عنهم بمغيبه، دجا عليهم ليلان:

ليل من ظلام، وليل من قتام.

وَإِنْ جُنْحُ الظَّلامِ انجَابَ عَنْهُمْ ... أَضَاَء المَشْرَفِيَّةِ والنَّهارُ

يقول: وإن انكشف عنهم ظلام الليل بذهابه، أشرق لهم ضوءان: لمعان السيوف، وضياء الشمس، فأشار إلى شدة محنتهم، لتعذر الهروب عليهم بالليل، وما هم بسبيله من تمكن الطلب عليهم بالنهار.

يَبْكي خَلْفَهُمْ دَثْرُ بُكاهُ ... رُغاءُ أو ثُؤَاجُ أو يُعَارُ

ثم قال: يبكي خلف بني كعب ما تخلفوه من أموالهم، وذلك دثر كثير، بكاء إبله الرغاء، وبكاء ضأنه الثؤاج، وبكاء معزه اليعار يشير إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>