قال أبو الطيب هذه القصيدة في هذه السرية، إلا أنه لم يذكر المنازل، ولا وصف الوقعة؛ لأنه لم يشهدها، فشرحها له سيف الدولة، وسأله أن يصفها، فقال:
طِوالُ قَناً تُطَاعِنُها قِصَارُ ... وَقَطْرُكَ في نَدىً ووغىً بِحَارُ
يقول لسيف الدولة: أبطال الفرسان ومشاهير الشجعان، تقصر رماحهم عند تعرضهم لمطاعنتك، ويحذر لهم بأسهم إذا أقدموا على مخالفتك، والقليل منك في الجود والحرب بحار تزخر، وكثرات لا تحصر، وكنى بالقطر عن القلة، وبالبحار عن الكثرة.