للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: ولا كانت رماحك قبل قتالهم مركوزة غير معلمة، ومترروكة غير متصرفة، ولكن شغلوها بقلوبهم عن قلوب دماسق الروم التي هتكتها بطعنها، وخرقتها بأسنتها. فأشار إلى أن سيف الدولة وجيشه لم يتكلف في طلب الأعراب

مؤونة، ولا تجشم مشقة، وإنما خرج من الحرب إلى الحرب، وصحبه ما عهد من النصر والصنع.

أَلْم يَحْذَرُوا مَسْخَ الَّذي يَمْسَخُ العِدَى ... وَيَجْعَل أَيْدي الأُسْدِ أَيْدِي الخَرَانِقِ

ثم يقول: ألم يحذر الأعراب سطوة سيف الدولة التي هي على أعاديه، كالمسخ يقلب الخلق، ويقبح الصور؛ لأنه يعيد بها عزيزهم ذليلاً، وكبيرهم بالقتل قليلاً، ويجعل أيدي الأسد من أياديه، وقد تناهت في القوة، كأيدي الخرانق، مما يكسبهم إياه من الذلة.

وَقَدْ عايَنُوهاَ في سِواهُمْ وَرُبَّما رَأَى ... مَارِقُ في الحَربِ مَصْرَعَ مَارِقِ

ثم قال: وعاينت الأعراب وقائعه في غيرهم، فما وعظتهم تلك

<<  <  ج: ص:  >  >>