وتلوم في حُبِّ الدِّيار جَهالةً ... هيهات يسلوها فؤادٌ شَيِّقُ
والشَّامُ شامةٌ وجنة الدُّنْيَا كما ... إنسانُ مقلتِها الغضيضةِ جِلقُ
من آسِها لكَ جنَّةٌ لا تنقضي ... ومن الشَّقيقِ جَهَنَّمُ لا تَحرِقُ
في نَيْرَبٍ ضَحكَتْ ثغور أَقاحِه ... لمّا بكاها العَارضُ المتدفِقُ
فأرحنا بها تعب الأبدان، وتلقّانا بها جماعة من الأعيان، وقدموا ما حضر من ميسورهم، وسألونا في النزول بدورهم، فاعتذرنا عن ذلك، ولم نزل هنالك في ذلك المجلس النفيس، إلى أن ولّى يوم الخميس، فعَنَّ لنا المسرى في الليلة الغرّاء، فأخذنا نجوب تلك الصحراء، إلى أن وصلنا إلى بلدة النَّبْك فجرا، فبادرناها