وقوله: المنسرح
وقد شَغَلَ الناسَ كَثْرَةُ الأمَلِ ... وأنْتَ بالمَكْرُمَاتِ في شُغُل
قال: الناس مشغولون بكثرة آمالهم بك، وأطماعهم فيما يأخذون من أموالك، وأنت مشغول بتحقيق آمالهم، وتصديق أطماعهم.
وأقول: الأولى أن يكون المعنى أن الناس شغلتهم الآمال بتحصيل الأموال وجمعها، وأنت مشغول بتفريقها في المكارم، وهذا كأنه من قول الآخر: الطويل
لَشَتَّانَ ما بين اليَزِيدين في النَّدى ... يَزِيدَ سُلَيْمٍ والأغَرِّ ابن حَاتِم
فَهَمُّ الفَتَى الأزْديِّ إِنفَاق مَالِهِ ... وَهَمُّ الفَتَى القَيْسيِّ جَمْعُ الدَّراهمِ
فلا يَحْسبِ التَّمْتَامُ أني هَجَوْتُهُ ... ولكنَّني فَضَّلْتُ أهْلَ المكارمِ
تَمَثَّلُوا حَاتِماً ولو عَلموا ... لكُنْتَ في الجُودِ غَايةَ المَثَلِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute