للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: الطويل

تَبُلُّ الثَّرى سُوداً من المِسْكِ وَحْدَهُ ... وَقَدْ قَطَرَتْ حُمْراً على الشَّعَرِ الجَثْلِ

قال: قال ابن جني في قوله: وحده: أنهن غنيات بالكحل عن الكحل، فالسواد القاطر على الأرض لون المسك وحده، وقد تبعه الناس على ذلك.

قال: وعندي أن قوله: يدل على فخر طيبهن ورفعة قدره، وأنهن من بنات الملوك، وإلا فما عسى أن يبلغ كحل العين من السواد حتى يقطر على الأرض أسود؟! لا سيما وهو مما قد كان قبل حلول المصيبة.

وأقول: إن قوله: وحده دليل على فخر طيبهن حسن. وقوله: فما عسى أن يبلغ كحل العين من السواد، حتى يقطر على الأرض أسود غير حسن. وذلك أن قوله: وقد قطرت يعني دموع الغانيات، حمرا، ينفي أن يكون خالطهن كحل، وإنما الدموع تقطر حمرا من عيونهن؛ لأنهن مازجن الدمع بالدم لكثرة البكاء على الشعر فيخالط المسك ويذيبه؛ فتقطر على الثرى سودا. فمستحيل هاهنا ذكر السواد من الكحل مع قوله:

. . . . . . ... . . . . . . حُمْراً على الشَّعَرِ الجَثْلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>