للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: البسيط

قَدْ كنتُ أشْفِقُ من دَمْعي على بَصَري ... فاليومَ كلُّ عَزِيزٍ بعدَكُمْ هَانَا

قال: هان عليه فقد بصره بعد عزته، وإنما كان عزيزا عنده زمان وصالهم وأما بعد الفراق فهو هين.

وأقول: إنه لم يحسن العبارة، والجيد أن لو قال: معنى قوله:

قد كنتُ أشْفِقُ من دمعي على بَصَري ... . . . . . .

لأني كنت أراكم به، فأما وقد غبتم عنه فلا أشفق عليه أن يضر به الدمع، وأن يذهب نوره البكاء، وهان عندي بعد عزته، ومن هذا قول بعضهم وإن كان قد عكسه: الطويل

وأخْشَى على عَيْنَيَّ من كَثْرَةِ البُكَا ... إذا الدَّمْعُ أفْنَتْهُ وأسْبَلَتِ الدَّمَا

وما بِيَ إلاَّ خَوْفُ أنْ لا تَراكُمُ ... وإلاَّ فَما بالعَيْنِ شَرٌّ من العَمَى

ومثله قول ابن جني: المتقارب

صُدودكَ عَنِّي ولا ذَنْبَ لي ... يَدُلُّ على نِيَّةٍ فَاسِدَهْ

فَقَدْ - وحَيَاتِكَ - ممَّا بَكَيْتُ ... خَشِيتُ على عَيْنِيَ الوَاحِدهْ

ولولا مَخَافَةُ أنْ لا تَراكَ ... لما كانَ في تَرْكِهَا فائِدَهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>