في فَيْلَقٍ من حَديدٍ لو قَذَفْتَ به ... صَرْفَ الزَّمَانِ لما دارَتْ دَوَائِرُهُ
قال: أي: لبهت الزمان وتحير ولم تتغير على أحد به حال.
وأقول: إنه بالغ في القول! وذلك إن أوفى ما يوصف عندهم بالإقدام والإهلاك صرف الزمان، ولهذا قال سبحانه حكاية قولهم:(وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ)، فقال: إن فيلق الممدوح، وهو جيشه العظيم، لو رمي به صرف الزمان، الذي هو أعظم الأشياء، لما دارت على أحد دوائره؛ أي: أحداثه ونكباته، ولشغله ما يلقاه منه عن التعرض لغيره.