والمعنى إنك إذا رحلت عن قوم وهم قادرون على أن لا تفارقهم بإحسانهم إليك، وكف الأذى عنك، ثم الأذى عنك، ثم لم يفعلوا فهم الراحلون؛ أي: المقاطعون؛ لأن الرحيل مقاطعة؛ أي: هم ألجأوك إلى الرحيل فكأنهم فعلوا الرحيل.
وقوله: البسيط
بأيِّ لَفْظٍ تَقُولُ الشِّعْرَ زِعْنِفَةٌ ... تجوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ
قال: قوله: لا عرب ولا عجم أي: ليست لهم فصاحة العرب، ولا تسليم العجم لفصاحة العرب.
وأقول: إن قوله:
. . . . . . . . . زِعْنِفَةٌ ... . . . لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ
أي: خسيس مجهول في القبيلين؛ أي: وضيع في النفس والنسب.
وقوله: الطويل
إذَا كانَ ما تَنْويهِ فِعْلاً مُضَارعاً ... مَضَى قبلَ أن تُلْقَى عليه الجَوازِمُ