للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: البسيط

إذَا رأيتَ نيوبَ اللَّيثِ بارزةً ... فلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَّيْثَ مُبتَسِمُ

قال: يقول لسيف الدولة: إذا الليث أبدى نيوبه؛ فليس ذلك تبسما، وإنما ذلك إرادة الصولة.

قال: وهذا نقيض ما زعمه الفرزدق في وصف الذئب، لما رفع ناره، فجاءه يلتمس عنده الخير في قوله: الطويل

فقلتُ له لما تَبَّسمَ ضاحِكاً ... وقائمُ سَيْفي من يَدِي بِمَكَانِ

وأقول: إن قول أبي الطيب مثل قول الفرزدق، وليس نقيضه! وذلك أن الذئب لما كشر للفرزدق عن أنيابه، شبهه بالمتبسم ضاحكا، وإن لم يكن كذلك، لأن الضحك من خواص الإنسان ولهذا قال:

. . . . . . . ... وقائمُ سَيْفي من يَدِي بِمكانِ

خيفة غدره وأذاه، فهذا مثل قوله فليس ذلك تبسما؛ إنما هو للصولة، فقد اتفقا في المعنى، وإن اختلفا في اللفظ. وهذا من قول عنترة: الكامل

. . . . . . . . . ... أبْدَى نَوَاجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>