للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أي تعلمت منه حسن القول فيما أفادني. فهذا الكلام تفسيره البيت الذي يليهوهو قوله: الخفيف

ما سَمعْنا بمن أحًب العَطاَيا ... فاشتْهىَ أن يكونَ فيها فؤاده

أي: كلامه الحسن نتيجة عقله وقلبه، فكأنه إذا أفاد إنسانا وهب له عقلا ولبا.

وأقول: ليس بين البيت الأول والثاني تعلق، لأنه إن جعل قوله: فؤاده نتيجة عقله لأنه محل العلم، أو ما ذكره الواحدي، أن يعني بفؤاده ما أفاد من العلم، فذلك غير جائز، لأن ذلك يشتهي أن يعطي، ولا يمتنع العطاء فيه، لأنه يحسن أن يسمع بفؤاده منها علوم. فالبيت الأول غير مفسر، والمعنى: غمرتني:

أي: غلبت قولي منه فوائد، إذ أن يكون الذي أجازيه به منها، وأمت به إليه من جملتها، وذلك حسن الكلام في دقة التنقيح وجودة التنبيه، على المآخذ التي أخذها عليه، كما ذكر. والبيت الثاني قائم نفسه، وهو أن الممدوح جواد معطاء، وما سمعنا بمن أحب العطايا فاشتهى أن يجعل فيها قلبه، وهذا المعنى مطروق مشهور، وقد أكثرت الشعراء منه نحو قوله:

يجود بالنفس إن ضن الجواد بها ..........

<<  <  ج: ص:  >  >>