أدمنا طَعُنهمْ والقَتْل حَتُى ... خَلَطْنا في عظَامِهمِ الكُعٌوبَا
قال: أدمنا: خلطنا وجعنا، يقال للمتزاوجين: أدم الله بينكما: جعلنا القتل مقرونا بالطعن؛ أي: خلطنا القنا في عظامهم.
وأقول: إن هذا وه. وأجود منه، قد ذكره الواحدي: أن يكون أدمنا من الدوام، أي: أدمنا فيهم والقتل لهم إلى أن تحطمت الرماح فيهم، وفي هذا الوجه إشعار بكثرة القتل، ولا كذلك في الأول.
وقوله: الوافر
يقَدُمهَا وقد خُضبِتْ شَوَاهاَ ... ففَي تَرْمي الحْروبُ به الحُروبَا
قال: أنث الشوى لأنه القوائم، وتذكيره أحسن، وإن كان يجوز في الجمع الذي بينه وبين واحده التاء التذكير والتأنيث، إلا يؤلف أحدهما فيكون أحسن.
قال: وإن رويت:
. . . وقد خصَبتْ شَوَاَهَا. . . . . .
كان أحسن في حكم النظم، وسلم البيت من تأنيث الشوى، ويجعل التخضيب للخيل.